حين تستهدف الهجمات الإلكترونيَّة الأوساط الأكاديميَّة

أضيف بتاريخ 09/15/2024
عبر البريد الدولي

أصبحت المؤسَّسات الأكاديميَّة والبحثيَّة هدفًا متزايدًا للهجمات الإلكترونيَّة في السَّنوات الأخيرة وفقًا لتقرير حديث نشرته مجلَّة " Nature " العلميَّة المرموقة ، تواجه الجامعات ومراكز البحوث تهديدات متناميةً من القراصنة الإلكترونيِّين ، ممَّا يشكِّل خطرًا كبيرًا على البيانات الحسَّاسة والأبحاث القيمة .



في أكتوبر 2023 ، شهد متحف التَّاريخ الطَّبيعيِّ في برلين هجومًا إلكترونيًّا مدمِّرًا أدَّى إلى شلِّ حركة البحث العلميِّ - بشكل كامل - . فقد الباحثون إمكانيَّة الوصول إلى بياناتهم وبرامجهم الضَّروريَّة ، ممَّا اضطرَّهم إلى تعليق أنشطتهم البحثيَّة وترك الطُّلَّاب في حالة من عدم اليقين . رغم مرور أشهر على الحادث ، لا تزال الأنظمة تكافح للعودة إلى وضعها الطَّبيعيِّ .

هذه الحالة ليست فريدةً من نوعها . خلال العام الماضي ، تعرَّض العديد من المؤسَّسات البحثيَّة في ألمانيا وخارجها لهجمات مماثلة . معظم هذه الهجمات استخدمت برمجيَّات الفدية الَّتي تقوم بتشفير البيانات ومنع الوصول إليها حتَّى يتمَّ دفع فدية . تأثير هذه الهجمات يتجاوز مجرَّد تعطيل العمل . فهي تؤخِّر المشاريع البحثيَّة ، تعرقل عمليَّات توظيف الطُّلَّاب ، وتؤثِّر سلبًا على الصِّحَّة النَّفسيَّة للباحثين .

يقول الدُّكتور يوهانس فوغل ، المدير العامُّ لمتحف التَّاريخ الطَّبيعيِّ في برلين : " أعمل هنا منذ 13 عامًا ، وهذه - بالتَّأكيد - أصعب تجربة مررت بها . المشكلة لم تحل بالكامل حتَّى الآن . " في الآونة الأخيرة ، استهدف القراصنة مؤسَّسات بارزةً مثل المكتبة البريطانيَّة في لندن ، جامعة مانشستر ، جامعة كارنيجي ميلون ، وجامعة ستانفورد .

هذا النَّمط المتصاعد يسلِّط الضَّوء على ضرورة تعزيز الأمن السِّيباني في القطاع الأكاديميِّ . التَّعافي من مثل هذه الهجمات يمثِّل تحدِّيًا كبيرًا .

في حالة متحف برلين ، اضطرَّت الإدارة إلى فصل جميع الأنظمة الإلكترونيَّة لاحتواء الضَّرر . نتيجة لذلك ، فقد حوالي 450 موظَّفًا إمكانيَّة الوصول إلى بريدهم الإلكترونيِّ والخدمات الرَّقميَّة الأخرى . كما تمكَّن المهاجمون من سرقة معلومات ، بما في ذلك بيانات شخصيَّة للزُّوَّار .

هذه الأحداث تؤكِّد على أهمِّيَّة تطوير استراتيجيَّات أمنيَّة قويَّة وشاملة لحماية المؤسَّسات الأكاديميَّة والبحثيَّة . يجب أن تشمل هذه الاستراتيجيَّات تدريب الموظَّفين ، تحديث الأنظمة باستمرار ، وتنفيذ بروتوكولات صارمة لحماية البيانات واستعادتها في حالات الطَّوارئ .