عندما نفكر في فرانز كافكا، غالبًا ما نتخيل رجلاً شاحبًا ومريضًا ومعذبًا أنتج بعضًا من أكثر الأعمال الأدبية قتامة وغموضًا في القرن العشرين. لكن وراء هذه الصورة يكمن واقع مفاجئ كشفه مسلسل تلفزيوني ألماني جديد: في الواقع، كان كافكا مخلصًا للتمارين البدنية ويمكن اعتباره "أول مدون للياقة البدنية في العالم".
على الرغم من سمعته كأديب هش وصحته الهشة، كان كافكا يسبح ويمشي ويجدف بانتظام ويمارس الجمباز وتمارين التنفس وفقًا لطريقة يورغن بيتر مولر، وهو مدرب بدني دنماركي كان شائعًا جدًا في ذلك الوقت. حتى بعد تشخيص إصابته بالسل في عام 1917، استمر كافكا في التدريب على الرغم من ضعف رئتيه.
نظام تمارين مولر هذا، الذي تبناه كافكا بحماس كبير، كان أيضًا الأساس لطريقة بيلاتس التي طورها جوزيف بيلاتس لاحقًا. لم يكتف كافكا بالممارسة بنفسه، بل شجع عائلته وأصدقائه على فعل الشيء نفسه، وأصبح بذلك داعية حقيقيًا للياقة البدنية قبل عصر وسائل التواصل الاجتماعي بوقت طويل.
يلقي هذا الجانب غير المعروف من حياة كافكا نظرة جديدة على هذا الكاتب البارز. وراء روائع مثل "التحول" و "المحاكمة" و "القلعة"، كان هناك رجل يهتم بصحته البدنية، وربما وجد في التمارين الرياضية نقيضًا للقلق الوجودي الذي يخترق عمله.
تدعونا سلسلة ARD "كافكا"، مع يوئيل باسمان في دور البطولة، لاكتشاف هذا الجانب غير المألوف للكاتب، هذا "المدون الأول للياقة البدنية" الذي جمع بين العمق الأدبي ونمط حياة حديث بشكل مدهش. مزيج غير متوقع يجعل شخصية كافكا أكثر إثارة وإنسانية فقط.
