يقدِّم لنا التَّاريخ دروسًا ثمينةً ، ليس فقط من خلال أحداث محدَّدة ، بل أيضًا عبر أنماط سلوكيَّة متكرِّرة شوهدت في عصور مختلفة في تحليله الثَّاقب ، يسلِّط مورغان هاوسل الضَّوء على خمسة دروس رئيسة مستقاة من التَّاريخ .



 1 . مفارقة الهدوء والجنون : الدَّرس الأوَّل يؤكِّد أنَّ الهدوء غالبًا ما يزرع بذور الجنون . لنأخذ مثال جائحة كوفيد - 19 : فاعليَّتنا في الوقاية من الأمراض المعدية خلال القرن الماضي أدَّت بشكل متناقض إلى نوع من التَّراخي تجاه تحذيرات علماء الأوبئة . نرى هذه الظَّاهرة في مجالات مختلفة ، حيث يمكن لفترات الاستقرار أن تؤدِّي إلى مخاطرة مفرطة ، بينما تحفِّز لحظات الأزمات اليقظة وحلِّ المشكلات .

2 . التَّوازن بين التَّفاؤل والتَّشاؤم : الدَّرس الثَّاني يبرز ضرورة الجمع بين التَّفاؤل والتَّشاؤم للتَّقدُّم . مثال الأدميرال جيم ستوكديل ، أسير الحرب في فيتنام ، يوضِّح هذه الازدواجيَّة بشكل مثاليّ : إيمان لا يتزعزع بالنَّصر النِّهائيِّ ، مقترنًا بوعي بالصُّعوبات الفوريَّة . ينطبق هذا النَّهج خاصَّةً في المجال الماليِّ ، حيث ينصح بالادِّخار كمتشائم والاستثمار كمتفائل .

3 . ذاتيَّةً المعتقدات : النُّقطة الثَّالثة تسلُّط الضَّوء على ميلنا للاعتقاد بما نريد أن نؤمن به . تجاربنا الشَّخصيَّة وبيئتنا الاجتماعيَّة تشكِّل رؤيتنا للعالم ، ممَّا يخلق أحيانًا نقاطًا عمياء كبيرةً . يمكن للحوافز ، سواءً كانت ماليَّةً أو اجتماعيَّة ، أن تؤثِّر بشدَّة على معتقداتنا وأفعالنا .

4 . تعقيد الأسباب : الدَّرس الرَّابع يذكِّرنا بأنَّ الأحداث المهمَّة نادرًا ما يكون لها سبب واحد . الكساد الكبير أو جائحة كوفيد - 19 هي نتيجة لتقارب عوامل متعدِّدة وليس لعنصر منعزل . هذا التَّعقيد يجعل من الصَّعب التَّنبُّؤ بالأحداث التَّاريخيَّة الكبرى وتحليلها .

5 . عدم إمكانيَّة التَّنبُّؤ بالمخاطر : أخيرًا ، تسلُّط النُّقطة الخامسة الضَّوء على أنَّ الخطر الأكثر خطورةً غالبًا ما يكون ما لم نتوقَّعه . الأحداث الأكثر أهمِّيَّةً في التَّاريخ ، مثل 11 سبتمبر أو بيرل هاربور ، فاجأت العالم ، ممَّا ضاعف تأثيرها . يؤكِّد عدم إمكانيَّة التَّنبُّؤ هذا على أهمِّيَّة الاستعداد المرن لمواجهة عدم اليقين . 



تدعونا هذه الدُّروس التَّاريخيَّة إلى تبنِّي نهج متوازن ويقظ في مواجهة تحدِّيات الحاضر والمستقبل ، مع الاعتراف بالتَّعقيد المتأصِّل في الأحداث الكبرى والبقاء منفتحين - على غير المتوقَّع .