كان زواج الإخوة في عائلة البطالمة الحاكمة لمصر ممارسةً معقَّدةً تهدف إلى تحقيق عدَّة أهداف سياسيَّة وسلاليَّة. يعتبر هذا التَّقليد واحدًا من أكثر العادات إثارةً للجدل في التَّاريخ الفرعونيِّ ، ولكنَّه كان له أسبابه الخاصَّة الَّتي جعلت منه ممارسةً مستساغةً في ذلك الوقت .
الحفاظ على السُّلطة الملكيَّة
الهدف الأساسيَّ للبطالمة كان الحفاظ على السُّلطة داخل سلالتهم . من خلال الزَّواج من أخواتهم ، كانوا يمنعون نساء العائلة الملكيَّة من الزَّواج خارج الأسرة وإنشاء فروع منافسة يمكنها المطالبة بالعرش . كان هذا الأمر يضمن أن تظلَّ السُّلطة مركَّزةً في يد البطالمة ، ممَّا يقلِّل من احتمالات الصِّراعات الدَّاخليَّة والانشقاقات الَّتي قد تهدِّد استقرار حكمهم .
الشَّرعيَّة الفرعونيَّة
سمحت هذه الممارسة للبطالمة بالاندماج في استمراريَّة التَّقاليد الفرعونيَّة القديمة ، ممَّا عزَّز شرعيَّتهم كحكَّام لمصر . كما أنَّ المصريِّين كانوا يرون في هذه الزِّيجات نوعًا من الاتِّساق مع تقاليدهم الثَّقافيَّة والدِّينيَّة ، ممَّا ساعد البطالمة في الحصول على قبول شعبيّ أكبر .
تقليل مخاطر الزَّواج الدَّاخليِّ
كما أوضح المؤرِّخ ديفيد رومانو ، لم يكن الفراعنة بالضَّرورة يستهلكون زيجاتهم . كان وريثهم عادة ما يولِّد من محظيَّات ليس لهنَّ صلة قرابة ، وبالتَّالي ، كان خطر الزَّواج الدَّاخليِّ منخفضًا . هذا يعني أنَّ البطالمة كانوا يتفادون المخاطر الوراثيَّة المرتبطة بالزَّواج من الأقارب ، مع الاحتفاظ بالمزايا السِّياسيَّة لهذه الزِّيجات .
الحفاظ على النَّقاء العرقيِّ
اعتقد البطالمة أنَّ هذه الممارسة تحافظ على نقاء سلالتهم الملكيَّة المقدونيَّة . كانوا يرون في هذا النَّقاء العرقيِّ ميزةً تجعلهم متفوِّقين على الآخرين وتعزِّز شرعيَّتهم كحكَّام ذوي أصول نبيلة .
تعزيز الرَّوابط الأسريَّة
كان الزَّواج بين الإخوة يعزِّز الرَّوابط داخل العائلة الحاكمة ، ممَّا يقلِّل من احتمالات الصِّراعات الدَّاخليَّة على السُّلطة . كانت هذه الرَّوابط الأسريَّة القويَّة تساعد في تقوية وحدة الأسرة الملكيَّة وجعلها أكثر تماسكًا في مواجهة التَّحدِّيات الدَّاخليَّة والخارجيَّة.