إرنست بيكر، عالم الأنثروبولوجيا الثقافية الأمريكي، يُعرف بشكل رئيسي بكتاباته عن "إنكار الموت"، وهو الكتاب الذي حصل على جائزة بوليتزر في عام 1974. يستكشف بيكر في هذا الكتاب كيف يؤثر الخوف من الموت بشكل عميق على السلوك البشري. وكيف أن الخوف محوري في حياة الإنسان وهو وراء العديد من السلوكيات، بما في ذلك إنكار الموت ذاتها.



يجادل بيكر بأن البشر يعيشون في معضلة وجودية، كونهم يدركون في نفس الوقت تفردهم وموتهم الحتمي. هذه الثنائية تخلق توتراً بين الرغبة في تجاوز الطبيعة من خلال أفعال رمزية وبين حقيقة العودة إلى الأرض بعد الموت. وفقًا لبيكر، فإن الحضارة البشرية بحد ذاتها هي وسيلة للدفاع ضد الاعتراف بفنائنا، والمشاريع الرمزية للخلود التي نخلقها تهدف إلى إعطاء معنى لحياتنا.

تشرح نظرية إدارة الخوف، المستوحاة من أعمال بيكر، كيف يستخدم البشر المعتقدات الثقافية وتقدير الذات لتخفيف قلقهم من الموت. هذه الآليات النفسية تسمح بتجاوز الموت بشكل رمزي والحفاظ على تقدير الذات الإيجابي من خلال التصرف وفقًا للمعتقدات الثقافية المشتركة.



الأفكار المركزية لإرنست بيكر حول إنكار الموت هي:

  1. الخوف من الموت هو شاغل أساسي للإنسان ويؤثر بعمق على سلوكه.

  2. يعيش البشر في معضلة وجودية، حيث يدركون تفردهم وموتهم الحتمي في نفس الوقت.

  3. تُعتبر الحضارة البشرية والثقافة وسائل دفاعية متطورة ضد الاعتراف بموتنا.

  4. يخلق البشر "مشاريع للخلود الرمزي" لإضفاء معنى على حياتهم وتجاوز الموت بشكل رمزي.

  5. المعرفة بالموت تكون مفهومة عند الإنسان، خلافاً للحيوانات التي تعيش دون هذا الإدراك.

  6. يتشكل الطابع البشري حول عملية إنكار الفناء الخاص به، وهو ضروري للقدرة على العمل في العالم.

  7. جزء كبير من الشر في العالم قد يكون نتيجة لهذه الحاجة لإنكار الموت.

  8. يعيش الإنسان في كل من العالم المادي وعالم الرموز والمعاني، حيث يكمن "مشروع خلوده".

يؤكد بيكر أن فهم إنكار الموت ضروري لفهم الطبيعة البشرية والسلوك الاجتماعي. لقد كان لأفكاره تأثير كبير في علم النفس الاجتماعي وعلم نفس الدين، خاصة من خلال شقها المتعلق بنظرية إدارة الخوف.