تُوصف الجزائر غالبًا بأنها جوهرة غير معروفة في البحر الأبيض المتوسط، وليست مستعجلة لتصبح وجهة سياحية رئيسية. على عكس جيرانها، تونس والمغرب، اللذين استثمرا بشكل كبير في السياحة، تتبنى الجزائر نهجًا أكثر تحفظًا. يستكشف هذا المقال الأسباب وراء هذا التردد والتداعيات على البلاد.



نهج فريد تجاه السياحة

التأشيرة وإمكانية الوصول

إحدى العقبات الرئيسية أمام ازدهار السياحة في الجزائر هي صعوبة الحصول على تأشيرة. حتى وقت قريب، كانت العملية معقدة وغير مؤكدة، حتى لأسباب سياحية مشروعة مثل زيارة المواقع البارزة مثل حديقة التجارب أو نصب الشهداء في الجزائر العاصمة. تنبع هذه السياسة الصارمة للتأشيرات من شعور بالفخر الوطني والمعاملة بالمثل تجاه الدول التي تفرض تأشيرات على الجزائريين.

تجارب المسافرين

تختلف تجارب المسافرين في الجزائر بشدة عن تلك الموجودة في وجهات سياحية شعبية أخرى. يبدو أن الجزائريين أقل اهتمامًا بالاستغلال المالي للسياح. على سبيل المثال، روى قطري أنه تفاوض على رحلة لمدة يومين في الصحراء مقابل 70 دولارًا فقط، وهو مبلغ زهيد مقارنةً بالدول الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، تُظهر الحكايات أن الجزائريين غالبًا ما يرفضون الإكراميات ويصرون على الدفع بأنفسهم، مما يعكس ثقافة ضيافة فريدة.

عوامل تاريخية واقتصادية

إرث الاستعمار

تاريخ الجزائر، الذي تميز بقرون من الاحتلال الأجنبي، شكل هوية وطنية متشككة تجاه الأجانب. تركت الصدمة الاستعمارية الفرنسية، على وجه الخصوص، ندوبًا عميقة وعززت شعورًا بالفخر الوطني والتردد تجاه التأثيرات الخارجية.

الموارد الطبيعية

على عكس جيرانها، تمتلك الجزائر احتياطيات ضخمة من النفط والغاز، مما يقلل من اعتمادها الاقتصادي على السياحة. تتيح هذه الثروة من الموارد الطبيعية للبلاد الحفاظ على سياسة الانعزال، دون الحاجة إلى تدفق العملة الأجنبية التي يجلبها السياح.

علامات التغيير

ومع ذلك، هناك علامات على أن الجزائر قد تبدأ في الانفتاح أكثر على السياحة. في العام الماضي، أعلنت البلاد عن إلغاء متطلبات التأشيرة للسياح الذين يزورون محافظاتها الجنوبية. على الرغم من أن هذا الإجراء لا يشمل المدن الكبرى في الشمال، إلا أنه يظهر رغبة في جذب المسافرين المهتمين بالمساحات الصحراوية الواسعة في البلاد.


تمتلك الجزائر، إمكانات سياحية لكن العوامل التاريخية والثقافية والاقتصادية تفسر سبب عدم استعجال البلاد في جذب السياح. تعكس سياسة التأشيرات الصارمة والموقف المتحفظ تجاه الأجانب شعورًا بالفخر الوطني واستقلالًا اقتصاديًا فريدًا. ومع ذلك، تُظهر علامات التغيير أن الجزائر قد تنفتح تدريجيًا على العالم، مما يتيح وجهة جديدة ومثيرة للمسافرين المغامرين.