تجري في الجزائر ثورة لغوية صامتة. يتجه القراء الجزائريون الشباب بشكل متزايد إلى اللغة الإنجليزية، ويهجرون الفرنسية، اللغة المهيمنة تاريخياً في البلاد. هذه الظاهرة، التي أبرزتها مقالة حديثة في مجلة Courrier International، تهز المشهد الثقافي والتعليمي في البلاد.

ففي الجزائر العاصمة، تتكاثر المكتبات المتخصصة في الأدب الإنجليزي، استجابة للطلب المتزايد. يمثل هذا الاتجاه قطيعة كبيرة مع التراث الاستعماري الفرنسي ويعكس تطورا في تطلعات الشباب الجزائري.

هناك عدة عوامل تفسر هذا الحماس: قلة الاهتمام بالأعمال باللغتين العربية والفرنسية، والفضول الذي حفزته ندرة الكتب باللغة الإنجليزية في السابق، والعروض الآن أكثر تنوعًا. ويؤثر هذا التغيير أيضًا على الإنتاج الأدبي المحلي، حيث يختار المؤلفون الجزائريون اللغة الإنجليزية لرواية تاريخ البلاد، وبالتالي الوصول إلى جمهور دولي أوسع.

يثير هذا التحول اللغوي أسئلة حاسمة حول مستقبل المشهد الثقافي الجزائري. ومن الممكن أن يؤدي ذلك إلى تعديل التوازن اللغوي التقليدي للبلاد، وفتح فرص دولية جديدة للشباب، ويتطلب تكييف نظام التعليم.


يوضح صعود اللغة الإنجليزية في الجزائر تحولًا عميقًا في التأثيرات الثقافية وتطلعات الجيل الجديد. ويمكن لهذه الظاهرة أن تشكل نقطة تحول حاسمة في التاريخ اللغوي والثقافي للجزائر، مما يعكس الرغبة في الانفتاح على العالم والتحرر من الماضي الاستعماري.