بفضل استخدام التقنيات المتقدمة في التصوير والذكاء الاصطناعي، تمكن الباحثون من فك شيفرة برديات متفحمة من هركولانوم، محددين بذلك مكان الراحة الأخير لأفلاطون داخل الأكاديمية الأفلاطونية في أثينا.



تفاصيل الاكتشاف

تم الحفاظ على البرديات تحت طبقات من الرماد نتيجة لثوران جبل فيزوف في عام 79 ميلاديا، وقد تم دراستها بعمق ضمن مشروع "GreekSchools" بقيادة غرازيانو رانوكيا، عالم البرديات من جامعة بيزا. يهدف هذا المشروع، بالتعاون مع المجلس الوطني للبحوث ومؤسسات أخرى، إلى توفير فهم أعمق للنصوص القديمة من خلال استخدام الطرق التكنولوجية الحديثة.

 

موقع دفن أفلاطون

تشير النصوص التي تم الكشف عنها حديثًا إلى أن أفلاطون دُفن في حديقة خاصة بالأكاديمية الأفلاطونية، بالقرب من منطقة مقدسة مخصصة للموسيقى، وتعرف باسم Museion أو sacellum. هذا الموقع أكثر دقة مما كان معروفًا سابقاً، حيث كان يُعرف فقط أن أفلاطون دُفن في مكان ما داخل الأكاديمية.

 

منظورات تاريخية أخرى

تلقي البرديات الضوء أيضًا على فترة مضطربة من حياة أفلاطون، مشيرة إلى أنه تم بيعه كعبد بين عامي 404 و399 قبل الميلاد نتيجة للغزو السبارتي لجزيرة إيجينا. هذا يمثل تغييراً عن المعتقدات السابقة التي كانت تضع عبودية أفلاطون في عام 387 قبل الميلاد في صقلية.

 

التقدم التكنولوجي في علم الآثار

تم استخدام التصوير بالأشعة تحت الحمراء والبصريات فوق البنفسجية والتصوير الحراري والتصوير الطبقي والمجهر الضوئي الرقمي. هذه التقنيات مكنت الباحثين من قراءة حوالي 30% من النص، مكشفة تفاص الجديدة عن حياة أفلاطون والبيئة الأكاديمية في عصره.

 

اتجاهات مستقبلية للبحث

يتوقع أن يستمر مشروع البحث الجاري حتى عام 2026، مع الأمل في اكتشاف المزيد من التفاصيل حول فلسفات أفلاطون والسياق التاريخي للأكاديمية. هذا الاكتشاف لا يقدم فقط صورة أوضح عن مكان الراحة الأخير لأفلاطون، ولكنه يسهم أيضًا في فهم أعمق للإرث الفكري لليونان القديمة.

يُعتبر هذا الاكتشاف خطوة هامة في البحث التاريخي والأثري، مقدمًا منظورات جديدة حول حياة أحد أكثر الفلاسفة تأثيرًا في التاريخ والإطار الأكاديمي الذي شجعه.